موقع أدب الأهواز

موقع حول الأدب الأهوازی والعربی فی إیران

موقع أدب الأهواز

موقع حول الأدب الأهوازی والعربی فی إیران

 

هذا الکتاب: (الشعر الشعبی أنواعه و أوزانه) 

بقلم: حمزه صیّاحی (ابو خالد)

تألیف الکاتب الشاب الأستاذ عبد الحسین الباوی بمقدمته الغنیة عن التعریف والتی تصب فی صلب محتوى الکتاب والذی قدم له الدکتور عباس العباسی الطائی الأستاذ فی قسم اللغة العربیة وآدابها فی الجامعات الإیرانیة وصاحب أکثر الکتب الأدبیة المهمة فی الشعر، القصة، المسرح والعروض وغیرها..


هذا الکتاب یدخل فی صلب الأدب التطبیقی وهو مشروع لفهم الشعر الشعبی المتداول عندنا هنا فی الأهواز، خصوصا للراغب فی التعرف على کل أنواع الشعر الشعبی وعروضه وقواعده، وهو یشتمل على مائة وثمانیة عشر صفحة من القطع المتوسط ویتطرق إلى خمسة وثلاثین نوعاً أو لوناً من الشعر المحکی یتعرض فی کل واحد منه إلى تاریخه والتقطیع العروضی فیه.


وبذلک یعطی للشباب الراغبین والدارسین فی هذا المجال نظرةً إجمالیةً حول الشعر العامی بعد أن کان حکرا على المختصین فی فنون الأدب والعروض وسندا للشعر فی تمییز هذا النوع من الشعر وعدم الخلط بینه وبین العمودی.


إن کان الخلیل بن أحمد الفراهیدی قد وضع فی القرن الثانی من الهجرة الشعر فی خمسة عشر بحرا بالاستقراء من کلام العرب وبمعرفة فن الأنغام والایقاع وصاغ إبداعه على هذه المعرفة وزادها تلمیذه الأخفش بالبحر المتدارک؛ فهذا لا یعنی أن الشعر إجمالاً بأنواعه الکثیرة، خصوصاً شعر البداهة والارتجال قد افل وفقد دوره وعطاءه مع ظهور عبقریة الفراهیدی المتوفى سنة 114 ه‍—- 791م.
إن هذا الأدب الرفیع مثلما وصل إلى أبی العتاهیة الذی عاصر هذا العبقری، وهو یحکی الشعر على طریقة أسلافه من عظماء الشعر استمر کذلک بزخم وإبداع لم یتوقف بل توسع وشمل کل الدیار الناطقة بلغة العرب حیث الغزل والمدح، والهجاء، والرثاء والحماسة وغیره إلى یومنا هذا.
أما فی الأهواز فلم ینقطع شریان هذا النوع من الشعر مثلما لم یقل شأنا. وأدباء هذه المرحلة من التاریخ الذین أجادوا أصول الفراهیدی وأصبحوا فیه علماء وأساتذة مثل ابن سکیت الدورقی. وأبی نؤاس الأهوازی
وهکذا استمر الشعر بألوانه المختلفة بالفصیح واللهجة المحکیة مروراً بالعهد المشعشعی الزاخر بأسماء شعراء کبار وبعده عهد الحکومات الکعبیة وحتى یومنا هذا.
ویبدو أن الموسیقى لم تفارق الکلمات التی حملت المشاعر والأحاسیس وکانت ملازمة لمعشوقها الشعر فی مراحله المختلفة، وعلیه نرى ظهور المقام الموسیقی الحویزاوی نسبة إلى مبدعه الحویزاوی ونسبة للمدینة التی ولد فیها أی الحویزة عاصمة الدولة المشعشعیة، وکذلک التفات الشیخ خزعل إلى الثقافة وإضافةً إلى تأسیسه جریدة وغیرها من الأمور الثقافیة فهو دعى إلى تأسیس مجموعة تهتم بالأدب وفرقة تهتم بالموسیقى والغناء ودعى إلى ذلک شخصیات وفنانین وأدباء عراقیین وسوریین أهم الأسماء فی هذه التشکیلة هما (الموسیقار الحلبی الشیخ علی الدرویش والمطربة الشهیرة صدیقة الملایة.
وبعد أفول نجم الشیخ خزعل وسلطته وظهور حکومة رضا شاه الملکیة التی أخذت تقمع قسراً وبأسالیب تعسفیة للقضاء على أهم عناصر الهویة وهی الزی واللغة من خلال التهجیر الإجباری للممتنعین والرافضین، اشتد وتوسع ظهور الشعر الدارج وعلى رأسه الأبوذیة والقصیدة وراحت الأصوات تغنی هذین النوعین من الشعر بأصوات رافقت آلة الربابة والمطبگ( النای المزدوج) وغیرها وازدانت المضایف بالشعر والغناء، وکان لهذین النوعین المتلازمین بمثابة المؤسسة الإعلامیة العتیدة التی تبث ثقافتها وعطائها بین الناس فرادا وجماعا فتحرک أوتار الربابات والمجادیف فی الأنهر والأهوار لتبث سمفونیة تحکی وتغنی روح المجتمع الرافض لمحو الهویة التی هی منظومة الأخلاق واللغة والزی الذی ینتمی لتراث إنسانی عریق؛ هو ملک البشریة جمعاء قبل أن یکون ملکاً لشعب.

ومن أهم الشعراء الأهوازیین المعاصرین الذین تحضرنی اسمائهم : مزبان الأمیری، وداعة البریهی، منان شبیب الزبیدی، شایع بن حسن الهلالی، عبود الحی سلطان، أبو شاکر طاهر السلامی، عاید البدوی، محیبس الهلیچی، یفیر بن بحیر السلامی، الملا ابراهیم الدیراوی، حمد العطیوی، الملا مهدی الشویکی شاعر الفصحی، الملا فاضل السکرانی أمیر الأبوذیة، الملا مهدی السکرانی، عادل السکرانی، نبی نیسی، موسی الجرفی، أبو أمجد حمید جبر الحیدری، عادل الصخراوی، نزار عودة، شعراء بیت مشعل، شعراء بیت زایر علی، و غیرهم الکثیر من الشعراء البارزین والمبدعین والمؤثرین والشاعرات الممیزات والمبدعات اللواتی لا عد ولا حصر لهن.

إن الشعر الشعبی عندنا بالرغم من أنه لم یصاغ بالقالب واعتمادا على قواعد الفراهیدی، أدى دوراً بارزا فی حمایة الهویة من الانهیار، فتحیةً لشعراء الأمس فیما أعطوا وتحیة لشعراء الیوم فیما سوف یبدعون. إن اللغة العربیة وأی لغة أخرى هی نتاج جمع بشری وتراث عالمی وإنسانی یستحق الحفاظ علیه..
إن هذا الکتاب الذی صاغه المؤلف عبد الحسین الباوی هو ناتج عن جهد ممیز یعطی للشعراء الشباب دافعا جدیدا للإنتاج والإبداع..فتحیةً له ولشعرا الأمس والیوم والغد

 

موافقین ۱ مخالفین ۰ ۰۰/۰۹/۱۰
عبدالحسین الباوی

التعليقات  (۰)

لا يوجد تعليق

إرسال وجة نظر

ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی