الوطن فی دیوان " قرأت الحب بعینیک " للشاعر مصطفی غافلی
بقلم: عبدالحسین الباوی
التمهید:
بادئ ذی بدء یحسن بنا – ونحن بصدد الحدیث عن الوطن فی شعر مصطفى غافلی أن نقف عند المدلول اللغوی للفظة الوطن والصورة الإصطلاحیه لهذه اللفظة لنکون على بینة من المدلولین.لفظة (الوطن) فی اللغة تعنی مکان إقامة الإنسان ومقره ولدَ به أم لم یولد.[1]
والوطن فی الاصطلاح الحدیث یعنی:«القطر الذی ینتسب إلیه المرء من حیث جنسیته أو تابعیته والوطنیة هی:ارتباط الفرد بوطنه وتعلقه به بوصفه مثوى آبائه وأجداده» .[2]
حیث لا مکانَ فی الحیاةِ، بالنِّسبةِ للإنسان، أجمل وأبهى من المکان الذی ولد فیه وترعرع، وتفیا ظلالَه وارتوى من فرات مائه، فالمکان هو تذکُّر لمراتع الصبا، وضحکات الطفولة البریئة، وهو جزء من کیان الإنسان، فمهما ابتعدعنه، وشطت به الدار، فلا بد أن تبقى أطلال بلاده فی ثنایا مخیلته، وهذا جزء یسیر منَ الوفاء لهذه الأرض التی حملتک على ظهرها وأنت تحبو، ثم وأنت تخطو، ثم تمشی، ثم بعد إنتهاء الأجل تدفن فیها.[3]
والشاعر مصطفى غافلی لا یختلف عن غیره، فوطنه هو شغله الشاغل وقضیته الأولى التی یدافع عنها، سواء کان فی وطنه أو بعیداً عنه، طالما ابعدته الظروف عن حضن أمه وحنانها .من هنا تکمن أهمیّة الموضوع وأسباب أختیاری له.